إسرائيل تشن هجمات جديدة على طهران … ونتانياهو: “نحن نغير وجه العالم”.. وترامب سيحسم قراره بشأن ضرب إيران خلال أسبوعين
عواصم ـ وكالات ـ ضربت القوات الجوية الإسرائيلية طهران مجددا في ساعة متأخرة من مساء اليوم الخميس.
وذكرت وسائل إعلام رسمية أنه تم تفعيل الدفاعات الجوية الإيرانية، فيما تم سماع الهدير المكتوم لنظام الدفاع الجوي في مقطع مصور.
وترد من إيران مقاطع مصورة وتقارير أقل عن الحرب بعدما حجبت السلطات الإيرانية خدمة الإنترنت على البلاد بصورة كبيرة.
ومن ناحية أخرى، قدمت طهران احتجاجا لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد الهجوم الإسرائيلي على مفاعل للماء الثقيل في مدينة أراك غربي البلاد.
وسلط محمد إسلامي رئيس منظمة الطاقة النووية الإيرانية الضوء على انتهاكات للقانون الدولي، وفقا لبيان من وزارة الخارجية.
واتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتقاعس ودعا إلى إدانة “الإجراءات المخالفة للقانون الدولي”.
من جانبه اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الخميس أن بلاده “تغير وجه العالم” عبر حربها ضد ايران، في اليوم السابع من تبادل الضربات بين الجانبين.
وصرح نتانياهو لقناة “كان” التلفزيونية “قلت إننا نغير وجه الشرق الأوسط، واقول الآن إننا نغير وجه العالم”.
واذ اكد ان اسرائيل قادرة “على ضرب كل المنشآت النووية الايرانية”، اشار نتانياهو الى أن “اي مساعدة مرحب بها” بهدف تدمير هذه المنشآت.
واوضح انه بعد سبعة ايام من الحرب التي اعلنتها على ايران، دمرت الدولة العبرية أكثر من نصف منصات إطلاق الصواريخ الايرانية، مكررا ان طهران تشكل بالنسبة الى بلاده “تهديدين وجوديين هما النووي والصواريخ البالستية”.
واضاف ان “كمية المنصات لديهم محدودة، وكلما تراجع عددها تراجع عدد الصواريخ”.
ويرى خبراء ان ايران تملك مخزونا يراوح بين الفين وأربعة آلاف صاروخ.
وسئل نتانياهو عن الوقت الذي ستستغرقه هذه الحرب، فاجاب “نحن نقاتل، لن اكشف روزنامتنا. لن اقول (للايرانيين) ما نعد” لهم.
وقال “حين يشن المرء حربا، يعلم متى تبدأ ولا يعلم متى تنتهي”، مضيفا “نحن نتقدم بحسب البرنامج الزمني الذي حددناه، سواء على صعيد الوقت او على صعيد النتائج، والعمل الذي انجز (الى الآن) هو استثنائي فعلا”.
ووصف رئيس الوزراء الاسرائيلي قراره بشن حرب غير مسبوقة على طهران بأنه “تاريخي”.
واوضح أن ديفيد بن غوريون، مؤسس دولة اسرائيل العام 1948، “اتخذ قرار إنشاء الدولة فيما اتخذت أنا قرار ضمان وجودها”، مؤكدا انه لن يسمح “بان تتوقف 3500 عام من التاريخ اليهودي بسبب آية الله المجنون هذا”، في اشارة الى المرشد الاعلى الايراني علي خامنئي.
وخلفت الضربات الاسرائيلية على ايران 224 قتيلا على الاقل منذ 13 حزيران/يونيو، بحسب حصيلة رسمية، فيما قتل 25 شخصا في اسرائيل بسبب سقوط الصواريخ والمسيرات الإيرانية، وفق الحكومة.
الى ذلك أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، الخميس، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “مازال يعطي الفرصة للدبلوماسية” بشأن إيران، وسيقرر خلال أسبوعين ما إذا كان سيتخذ إجراء عسكريا ضدها، وأن تأجيل القرار جاء بسبب تزايد احتمال عقد مفاوضات مع طهران.
وأضافت في مؤتمر صحفي أن ترامب “ما زال يعطي الفرصة للدبلوماسية”، ويريد “رؤية ما ستؤول إليه الأمور بشأن المفاوضات النووية مع إيران”.
ونقلت ليفيت عن الرئيس الأميركي قوله: “نظرا لتزايد احتمال انطلاق مفاوضات مباشرة مع إيران، فإنني سأتخذ قراري بشأن شنّ هجوم من عدمه خلال الأسبوعين المقبلين”.
وأضافت: “رغم تحذيراتنا، لم تستجب إيران ولم تجلس إلى طاولة المفاوضات خلال 60 يوما، وفي اليوم 61، تحركت إسرائيل ضد إيران، وبعدها مباشرة، أعلن الرئيس أنه سيتخذ قرارا خلال أسبوعين”.
وأكدت المتحدثة أن ترامب لا يزال يفضل المسار الدبلوماسي إذا كان متاحا، مضيفة: “الرئيس يولي اهتماما دائما بالحلول الدبلوماسية للأزمات العالمية، وهو المبعوث الرئيسي للسلام، ولا يتردد في استخدام القوة عند الضرورة”.
وأردفت “من الواضح أن الرئيس لا يزال متفائلا باستمرار المفاوضات (مع إيران)”، مشيرة إلى أن الرئيس الأميركي أعطى مهلة أسبوعين للدبلوماسية.
وأوضحت ليفيت أن الاتصالات بين الممثل الخاص لترامب في الشرق الأوسط ستيف ويتكوف ونظرائه الإيرانيين مستمرة، معربة عن اعتقادها بأن هذه المحادثات ستستمر في المستقبل.
وادعت أن “إيران اقتربت من امتلاك سلاح نووي أكثر من أي وقت مضى”، مشيرة إلى أن طهران “يمكنها، ويجب عليها” التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة، وإلا فعليها أن تتحمل العواقب.
وأكدت أن الاتفاق النووي المحتمل بين الولايات المتحدة وإيران يتضمن “تخصيبا صفريا لليورانيوم”، مضيفة: “إيران لا يمكن أن تمتلك أسلحة نووية بأي شكل من الأشكال، وموقفنا من ذلك واضح تماما”.
ومنذ فجر 13 يونيو/ حزيران الجاري، تشن إسرائيل بدعم أمريكي، هجوما واسعا على إيران استهدف منشآت نووية، وقواعد صاروخية، وقادة عسكريين وعلماء نوويين، وردت طهران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة باتجاه العمق الإسرائيلي، في أكبر مواجهة مباشرة بين الجانبين حتى الآن.
ووفق آخر حصيلة رسمية أعلنتها وزارة الصحة الإيرانية الاثنين، أسفرت الضربات الإسرائيلية عن مقتل 224 شخصا وإصابة 1277 آخرين، معظمهم مدنيون.
ومع غياب تحديث رسمي جديد، أفادت منظمة “نشطاء حقوق الإنسان” (مقرها واشنطن) بأن عدد القتلى في إيران ارتفع إلى نحو 639 شخصا، إضافة إلى أكثر من 1329 مصابا، حتى صباح الخميس، في حصيلة تستند إلى توثيق ميداني.
في المقابل، تشير أحدث التقديرات الإسرائيلية نقلا عن وسائل إعلام عبرية بينها “القناة 12″، إلى مقتل 25 شخصا وإصابة أكثر من 800 آخرين جراء الضربات الإيرانية، التي شملت موجات مكثفة من الصواريخ والطائرات المسيّرة.
وتلوح في الأفق مخاطر توسيع الصراع مع تقارير غربية وعبرية عن إمكانية انضمام الولايات المتحدة إلى إسرائيل في عدوانها على إيران، بالتزامن مع تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعا خلالها طهران إلى الاستسلام دون أي شروط، ولوح بإمكانية استهداف المرشد الأعلى علي خامنئي.