السلايدر الرئيسيشرق أوسط

 منظمة أمريكية تتهم مجموعة مدعومة من إسرائيل باستخدام شعارها دون إذن في توزيع مساعدات بغزة

لندن ـ يورابيا ـ قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن منظمة “رحمة العالمية” الأمريكية، ومقرها ولاية ميشيغان، اتهمت “مؤسسة غزة الإنسانية” (GHF)، وهي مجموعة مثيرة للجدل تحظى بدعم إسرائيلي، باستخدام شعارها دون تفويض رسمي في عمليات توزيع مساعدات غذائية داخل قطاع غزة.

وأوضحت الصحيفة أن الأزمة بدأت بعد نشر صور على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر صناديق مساعدات تحمل شعار منظمة “رحمة”، ضمن أول دفعة من المساعدات تم توزيعها هذا الأسبوع في رفح جنوب القطاع، ما أوحى لوسائل إعلام بأن هناك شراكة رسمية بين المؤسستين.

وأضافت الغارديان أن الصور أظهرت الشحنات داخل مراكز توزيع تديرها GHF، إلا أن منظمة رحمة أكدت في بيان رسمي أنها لم تصرح باستخدام شعارها، ولم يشارك أي من موظفيها في عمليات التوزيع، وذلك بسبب مخاوف أمنية من تورط جهات مسلحة في الإشراف على العملية.

وأشارت الغارديان إلى أن مؤسسة GHF عمدت إلى استخدام الصور التي تُظهر شعار منظمة رحمة في نشرات صحفية خاصة بها، ما أثار تساؤلات بشأن التمويل الحقيقي للمؤسسة، ومستوى التنسيق مع منظمات الإغاثة الدولية، في ظل افتقارها إلى الخبرة اللوجستية وشبكات العمل داخل غزة.

رحمة: لم نوافق على استخدام الشعار أو إشراك المسلحين

وأكدت منظمة رحمة العالمية، في بيان نقلته الغارديان، أنها حصلت سابقًا على التصاريح اللازمة لإدخال نحو 4 آلاف صندوق غذائي إلى غزة، إلا أن السلطات الإسرائيلية منعتها من إدخالها، ضمن سياسة تضييق مشددة على منظمات الإغاثة الدولية، ومن ضمنها الأمم المتحدة.

وأوضحت المنظمة أنها اضطرت للسماح لمؤسسة GHF “بالاستحواذ على الحاويات”، لكنها اشترطت إزالة الشعار من جميع الطرود. وأضافت: “تفاجأنا بعدم الالتزام بهذا الشرط، وتم توزيع الطرود من قبل شركة أمنية خاصة، دون مشاركتنا أو موافقتنا”.

وفي تصريح خاص نقلته الصحيفة، قال الدكتور شادي عمر ظاظا، المدير التنفيذي ومؤسس منظمة رحمة:”لقد طلبنا إزالة شعارنا قبل أي توزيع، ورفضنا إشراك موظفينا في عمليات يشرف عليها مسلحون، لأن ذلك يتعارض مع ميثاقنا الإنساني”.

وشدد ظاظا على أن استخدام GHF لمتعاقدين أمنيين مسلحين يمثل انتهاكًا مباشرًا لقواعد عمل منظمات الإغاثة، مضيفًا: “لن نكون جزءًا من آلية توزيع يشارك فيها عناصر مسلحة. نحن نرفض الزج بالعمل الإنساني في أية حسابات أمنية أو سياسية”.

رفض أممي لآلية التوزيع

وأضافت الغارديان أن الأمم المتحدة وعددًا من المنظمات الإنسانية رفضت الآلية الجديدة التي تقودها مؤسسة GHF لتوزيع الغذاء، معتبرة أنها جزء من مساعي إسرائيل لاستخدام المساعدات كأداة سياسية. وقال مسؤول أممي للصحيفة إن “هذا النموذج لا يفي بالمعايير الدولية للعمل الإنساني، بل يفاقم الفوضى ويقوّض ثقة الناس”.

ونقلت الصحيفة في ختام تقريرها أن الأزمة بين منظمة “رحمة” ومؤسسة GHF تسلط الضوء على مدى تعقيد ملف الإغاثة في غزة، حيث تتداخل الحسابات الأمنية والسياسية مع الاحتياجات الإنسانية العاجلة، بينما يدفع المدنيون الثمن الأكبر في ظل استمرار الحرب والحصار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى