صندوق غزة الإنساني يعرض خطة أمريكية لمخيمات هجرة طوعية للفلسطينيين خارج غزة.. ومصر وقبرص ضمن الوجهات والكلفة مليار دولار
من سعيد العامودي
غزة ـ يورابيا ـ من سعيد العامودي ـ كشفت وكالة رويترز للانباء عن مناقشات جرت مؤخرًا داخل أروقة البيت الأبيض بشأن خطة مثيرة للجدل تهدف إلى إنشاء “مناطق عبور إنسانية” داخل قطاع غزة، لتأهيل سكان القطاع الراغبين في الهجرة الطوعية إلى الخارج، وذلك ضمن ما وصفته القناة بأنه جزء من خطة أوسع لـ”تفكيك بنية حكم حماس” في غزة.
ووفقًا لما أورده التقرير، فإن الخطة وُضعت من قبل جهة تُعرف باسم “صندوق غزة الإنساني”، وتم عرضها خلال اجتماع خاص في السفارة الأميركية في القدس في وقت سابق من هذا العام، قبل أن تُطرح مؤخرًا للنقاش داخل البيت الأبيض. وتُشير القناة إلى أن الوثائق المصاحبة للخطة تضمنت تفاصيل دقيقة حول إنشاء ثمانية مخيمات ضخمة داخل القطاع، يُفترض أن تستوعب كلٌّ منها مئات الآلاف من الفلسطينيين، في المرحلة الأولى من مشروع الهجرة الطوعية.
مصر وقبرص ضمن الوجهات المقترحة.. والتكلفة مليارا دولار
وبحسب التقرير، تشمل الوجهات المحتملة التي ذكرتها الخطة كلًّا من مصر وقبرص، إلى جانب دول أخرى لم يُكشف عنها. وقد قُدّرت الكلفة الإجمالية لتنفيذ المشروع بما يقارب ملياري دولار، مع تأكيد الجهة المقترحة للمشروع أن صندوق غزة الإنساني سيكون هو الجهة المشرفة على أعمال البناء، وتنفيذ مراحل الهجرة المؤقتة تحت إشراف دولي.
وأضاف التقرير أن العرض التقديمي الذي حصلت عليه بعض وسائل الإعلام، من بينها وكالة رويترز، تضمّن إشارات واضحة إلى رغبة الجهة الداعمة للخطة في تحييد “عامل الخوف”، والسماح للفلسطينيين بالخروج من “سيطرة حماس” بشكل طوعي، دون اللجوء إلى القوة أو الإكراه، على حد تعبير المصدر.
البيت الأبيض يتريث.. والصندوق ينفي
فيما لم يصدر أي تعليق رسمي من البيت الأبيض على ما ورد في التقرير، ونقلت القناة 12 الاسرائيلية عن مسؤول أمريكي كبير أن الخطة “غير مطروحة حاليًا على طاولة النقاش”، مشيرًا إلى أن نقص الموارد والتعقيدات السياسية يجعل تنفيذها في الوقت الراهن أمرًا غير واقعي.
من جانبه، نفى “صندوق غزة الإنساني” في بيان لاحق صحّة ما ورد في تقرير وكالة رويترز، مؤكدًا أنه “يستعرض مجموعة واسعة من الخيارات لتقديم المساعدات الإنسانية للقطاع، دون نية لفرض مسارات هجرة”. إلا أن القناة الإسرائيلية تؤكد أن العروض قد قُدمت فعلًا لمسؤولين في الإدارة الأميركية وأن مناقشات مغلقة جرت حولها بالفعل.
تضارب مع رؤية ترامب بشأن غزة
وربطت القناة بين الخطة المسربة وما وصفته بـ”رؤية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لغزة”، مشيرة إلى أن ترامب كان قد عبّر في مطلع فبراير/شباط عن رغبته في إخلاء قطاع غزة من سكانه الفلسطينيين وإعادة تأهيله. إلا أن القناة أوضحت أن تصريحات ترامب في هذا الشأن شهدت تراجعًا خلال الأشهر الأخيرة، ما يُفسّر، بحسب التقرير، تريث الإدارة الأميركية في تبني خطة من هذا النوع بشكل علني.
وتخلص القناة إلى أن ما يجري حاليًا في كواليس السياسة الأميركية يُشير إلى صراع خفي داخل الإدارة حول كيفية التعامل مع ملف غزة بعد الحرب، وسط تصاعد الضغوط الإسرائيلية والدولية لإيجاد حلول إنسانية “مبتكرة” تضمن عدم عودة حماس إلى الحكم، وتمنح سكان القطاع بدائل تتجاوز الواقع الحالي.