السلايدر الرئيسيكواليس واسرار

تصعيد استخباراتي متبادل بين طهران وتل أبيب.. إيران تعتقل “جاسوساً أوروبياً” وتعدم آخر… وإسرائيل توقف مواطناً يعمل لصالح إيران

من سعيد سلامة

لندن ـ يورابيا ـ من سعيد سلامة ـ وسط تصاعد التوتر الأمني والاستخباراتي بين إيران وإسرائيل، أعلنت السلطات الإيرانية يوم الاثنين عن توقيف مواطن أوروبي يُشتبه في تجسسه لصالح جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد”، بالتزامن مع تنفيذ حكم الإعدام بحق مواطن إيراني أُدين بالتعاون مع إسرائيل. وفي المقابل، أعلنت الشرطة الإسرائيلية عن اعتقال مواطن إسرائيلي يُشتبه في تجسسه لصالح إيران.

بحسب التلفزيون الإيراني الرسمي، أوقف “الجاسوس الأوروبي” في محافظة همدان، وكان قد دخل البلاد “متنكراً كسائح”، قبل أن يُكشف لاحقاً أنه كان يعمل على “تشكيل شبكات استخباراتية وجمع معلومات أمنية وتعطيل أنظمة هجومية وصاروخية داخل إيران”، وفق ما أفادت به السلطة القضائية. ولم تكشف طهران عن هوية المعتقل الأوروبي، لكنها أكدت أنه يخضع للتحقيق حالياً، وأن توقيفه يأتي في سياق عمليات أمنية أوسع لملاحقة “متعاونين مع الموساد”.

من جانبها، أفادت وكالة “تسنيم” الإيرانية أن السلطات نفذت، صباح الاثنين، حكم الإعدام بحق محمد أمين شايسته، الذي وُصف بأنه “زعيم فريق للأمن السيبراني يعمل مع الموساد”. وأوضحت أن شايسته أُوقف أواخر عام 2023، ووجّهت إليه تهم بالتجسس لصالح إسرائيل من خلال عمليات اختراق وأنشطة إلكترونية استهدفت البنية التحتية الدفاعية.

وفي تطور موازٍ، أعلنت الشرطة الإسرائيلية عن اعتقال ديمتري كوهين (28 عاماً)، من مدينة حيفا، بتهمة التورط في أنشطة تجسس لصالح المخابرات الإيرانية. ووفق بيان الشرطة، فإن كوهين جمع معلومات استخباراتية حول مواطنين إسرائيليين، بما في ذلك “سيدة على صلة بعائلة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو”، كما استخدم هاتفاً مشفراً للتواصل مع مشغّليه، وتلقى دفعات مالية بالعملة المشفرة تصل قيمتها إلى آلاف الدولارات.

وبحسب التحقيق، تولّى كوهين تصوير منازل وأحياء ومتابعة أفراد محددين، ونقل تلك المعلومات إلى الجانب الإيراني. وبعد استكمال التحقيق، قُدّم بيان ادعاء رسمي ضده، على أن تُوجّه إليه لائحة اتهام أمنية خطيرة في الأيام المقبلة من قِبل النيابة العامة في مدينة حيفا.

خلفية مشتعلة… وتصعيد متبادل

تأتي هذه التطورات في سياق تصعيد أمني غير مسبوق بين الطرفين، إذ اندلعت المواجهة المباشرة بين إيران وإسرائيل في 13 يونيو/حزيران الجاري، بعد أن شنت تل أبيب هجمات واسعة على منشآت عسكرية ونووية إيرانية، وصفتها بأنها “ضربة وقائية” ضد برنامج طهران النووي.

ومنذ ذلك الحين، كثّفت السلطات الإيرانية عمليات الاعتقال والإعدام بحق مشتبهين بالتجسس لصالح إسرائيل، وتعهدت بإجراء “محاكمات سريعة ورادعة”. وقد أعلنت وسائل إعلام رسمية عن توقيف عشرات الأشخاص في محافظات مختلفة بشبهات تعاون استخباري مع الموساد.

وفي تطور لافت، أفادت وكالة “مهر” الإيرانية، اليوم، أن الحرس الثوري ألقى القبض على مواطن ألماني في محافظة مركزي غرب طهران، بتهمة التجسس. وذكر التقرير أن المتهم دخل إيران “متنكراً كسائح”، لكنه اقترب من مواقع عسكرية استراتيجية بينها “مستودعات ذخيرة، وثكنات، وأنفاق صواريخ، وقاعدة جوية”، بهدف جمع معلومات استخباراتية.

توتر مفتوح على كافة الجبهات

يبدو أن الصراع بين إيران وإسرائيل لم يعد يقتصر على ساحات القتال التقليدية أو ضربات الدرون والصواريخ، بل امتد بوضوح إلى ساحة التجسس والاستخبارات، في ظل تبادل علني للاتهامات والاعتقالات والإعدامات، ما يُنذر بتصعيد جديد وخطير.

وبينما يؤكد الطرفان مضيهما في “الردع المتبادل”، يرى مراقبون أن هذا التصعيد الأمني قد يزيد من هشاشة الوضع الإقليمي، ويقلّص فرص العودة إلى أي مسار دبلوماسي جاد في المستقبل القريب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى