ترامب يمدّد مهلة الرسوم على اوروبا ويبدي استياءه من بوتين ويصف مفاوضات إيران بـ”الجيدة جدًا”
اشنطن ـ وكالات ـ في سلسلة من التصريحات اللافتة خلال عطلة نهاية الأسبوع، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تعليق مؤقت لرسوم جمركية كانت مقررة على الاتحاد الأوروبي، وانتقد بشدة نظيره الروسي فلاديمير بوتين على خلفية هجمات مميتة على أوكرانيا، كما عبّر عن تفاؤله بمفاوضات بلاده النووية مع إيران.
تعليق الرسوم الأوروبية حتى يوليو
في منشور على منصته “تروث سوشيال”، أكد ترامب أنه قرر تأجيل تطبيق رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات من الاتحاد الأوروبي حتى 9 يوليو/تموز المقبل، بعد اتصال هاتفي تلقاه من رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.
وقال ترامب: “تلقيت مكالمة من أورسولا فون دير لاين تطلب تمديد الموعد النهائي الذي كان مقرراً في الأول من يونيو. وافقت على التمديد حتى 9 يوليو – لقد كان شرفاً لي أن أفعل ذلك”، مضيفاً أن المفوضية تعهدت ببدء المفاوضات التجارية “بسرعة”.
القرار يأتي وسط توتر تجاري متصاعد بين واشنطن وبروكسل حول قضايا متعلقة بالدعم الصناعي، والضرائب الرقمية، والواردات الزراعية، وسط مساعٍ متبادلة لتفادي تصعيد قد يضر بالاقتصادين مع اقتراب موعد قمة حاسمة لمجموعة الدول الصناعية السبع في يوليو المقبل.
توتر متصاعد مع بوتين بعد هجوم دموي
في تحول بارز عن نبرته السابقة، أعرب ترامب عن “استيائه” العميق من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد هجوم روسي غير مسبوق بطائرات مسيّرة أسفر عن مقتل 13 شخصًا في أوكرانيا، بينهم ثلاثة أطفال، وفق السلطات الأوكرانية.
وقال ترامب للصحافيين على مدرج مطار موريستاون في نيوجيرسي: “أنا مستاء مما يفعله بوتين. إنه يقتل الكثير من الناس، ولا أعرف ما الذي أصابه”، مضيفًا: “أعرفه منذ زمن طويل، وكنت دائمًا على وفاق معه، لكنه يطلق الصواريخ على المدن ويقتل الأبرياء، وهذا لا يعجبني إطلاقاً”.
الهجوم الروسي جاء بعد أيام من أكبر عملية تبادل أسرى بين موسكو وكييف منذ اندلاع الحرب، ما زاد من الإحباط في واشنطن تجاه تعثر المفاوضات. وأكد ترامب أنه يفكر “قطعاً” في فرض عقوبات جديدة على روسيا، وهو موقف بدا متشدداً مقارنة بتصريحات سابقة أدلى بها أوائل هذا الشهر.
مفاوضات إيران النووية “واعدة”
في الملف الإيراني، أبدى ترامب تفاؤلاً واضحاً بشأن المفاوضات النووية الجارية مع طهران، والتي استؤنفت في روما بوساطة سلطنة عمان، واعتبرها “جيدة جدًا”، مشيرًا إلى تحقيق “تقدم حقيقي وجدي”، في إشارة إلى الجولة الخامسة من المحادثات التي اختتمت الجمعة الماضية.
وقال ترامب: “أعتقد أنه يمكن أن يكون لدينا أخبار سارة على جبهة إيران”، ملمّحًا إلى إمكانية صدور إعلان خلال “اليومين المقبلين”.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تستعد فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية لعقد اجتماع الشهر المقبل في فيينا لمراجعة أنشطة إيران النووية، وسط مخاوف دولية من قرب تجاوز طهران لعتبة العتاد النووي، حيث تقوم حاليًا بتخصيب اليورانيوم إلى مستوى 60%.
ورغم تصريحات ترامب المتفائلة، قلّل كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي من أهمية الجولة الأخيرة، واصفًا المحادثات بأنها “معقدة جدًا كي تُحل في اجتماع أو اثنين”، فيما أكد وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي أن التقدم كان “ملموسًا لكنه غير حاسم”.
مزيج من الحزم والتكتيك
تُظهر هذه التصريحات الثلاث ملامح استراتيجية ترامب السياسية في ولايته الثانية: مزيج من الحزم التكتيكي والمرونة التفاوضية. فمن جهة، يسعى لإعادة ضبط العلاقات التجارية مع أوروبا دون التصعيد، ومن جهة أخرى، يشدد لهجته تجاه روسيا بعد تدهور الموقف الإنساني في أوكرانيا، بينما يبقي الباب مفتوحًا أمام تسوية مع إيران، ضمن سياسة “الضغط القصوى الممزوج بالدبلوماسية الانتقائية”.
وتتجه الأنظار إلى قمة مجموعة السبع في يوليو، حيث من المتوقع أن يتناول ترامب هذه الملفات أمام حلفاء غربيين يتابعون بقلق تحركات واشنطن في القضايا الثلاث: التجارة، أوكرانيا، والنووي الإيراني.