بن كيران يدعو للاستجابة لنداء الملك بعدم إحياء شعيرة الأضحية في المغرب
من فاطمة الزهراء كريم الله
الرباط ـ يورابيا ـ من فاطمة الزهراء كريم الله ـ شدد عبد الإله بن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي، على ضرورة التجاوب مع نداء الملك محمد السادس الداعي إلى الامتناع عن ذبح الأضاحي خلال عيد الأضحى لهذه السنة، معتبراً أن هذا التوجيه يعكس حرصاً ملكياً على التخفيف من الأعباء الاقتصادية والاجتماعية التي تثقل كاهل المواطنين، خصوصاً ذوي الدخل المحدود.
وفي كلمة ألقاها خلال اجتماع الأمانة العامة للحزب، بثها الموقع الرسمي لحزب العدالة والتنمية، أكد بن كيران أن “السنة الجارية ستكون في الأصل بدون أضحية، باستثناء ما سيقوم به الملك نيابة عن شعبه”، مشيداً بما اعتبره تقديراً صائباً من الملك للوضع القائم.
وأوضح رئيس الحكومة الأسبق أن القطيع الوطني تضرر بشكل كبير، في ظل قلة العرض وارتفاع كلفة الاستيراد، ما قد يؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار الأضاحي، قائلاً: “إذا ضحينا بالطريقة العادية فسنضطر إلى استيراد أعداد كبيرة من الأغنام، وهذا سيجعل الثمن فوق طاقة المواطن”.
وأضاف بن كيران أن مشهد الأطفال وهم يشاهدون “الكبش يُساق إلى بيوت الجيران بينما هم محرومون” لا يرضي أي مغربي، مشيراً إلى أن التوجيه الملكي أتى رغم صعوبته الرمزية والاجتماعية، إلا أنه يحمل رسالة واضحة من أجل التكافل والتضامن.
دعوة للامتثال والتضامن المجتمعي
وأكد بن كيران أن المغاربة من أكثر الشعوب الإسلامية التزاماً بشعيرة الأضحية، مبرزاً أن الدعوة الملكية لا تلغي الشعيرة من الناحية الدينية، وإنما توجه نحو مراعاة القدرة والاستطاعة، قائلاً: “النية وحدها تكفي، ومن كان ينوي الأضحية فله الأجر كاملاً، وإن لم يذبح”.
ودعا الأمين العام لحزب “المصباح” الأغنياء إلى التضامن مع الفقراء، وعدم الإقدام على الذبح هذا العام، تجنباً لإثارة مشاعر الحرمان والتمييز الطبقي، قائلاً: “الالتزام بهذا التوجيه ليس فقط طاعة، بل هو أخلاق وطنية ودينية”.
انتقاد للسياسات الحكومية
في جانب آخر من حديثه، انتقد ابن كيران السياسات الحكومية المتبعة في التعامل مع الأزمة، معتبراً أنها “غير موفقة”، ومتهماً الحكومة بـ”هدر المال العام في الريع المرتبط باستيراد المواشي، دون أن يكون لذلك أثر حقيقي على الأسعار”، على حد تعبيره.
كما شدد على أهمية تنمية القطيع الوطني، الذي وصفه بـ”المنهك” نتيجة الجفاف وسوء التدبير، مؤكداً أن عدم التضحية هذا العام سيساهم أيضاً في تخفيف الضغط على الثروة الحيوانية المحلية.
دعوة لإعادة التوازن الاجتماعي
وختم ابن كيران كلمته بالدعوة إلى تحقيق نوع من العدالة الاجتماعية داخل المجتمع المغربي، مشيراً إلى وجود “ثروات تفوق الخيال مقابل فقر مدقع”، داعياً إلى بناء مجتمع متكافل يقترب فيه الفقير من الغني بالتعاون والتراحم، كما دعا إليه الإسلام.