ليبيا ـ يورابيا ـ من سعيد السويحلي ـ ثارت مشاركة الجيش الإسرائيلي في مناورات “الأسد الإفريقي 2025” التي تُجرى حاليًا في المغرب، وتستمر حتى 23 مايو، ردود فعل غاضبة على الصعيدين الإقليمي والدولي، عقب مشاركة كلا من قطر والامارات في مناورات “إنيوخوس 2025” في اليونان، واحدة من أكبر المناورات الجوية في أوروبا.
وجاءت المشاركة القطرية بجانب إسرائيل لتثير تساؤلات حول مسار السياسة الخارجية القطرية، التي طالما ارتكزت على مناصرة القضية الفلسطينية وتشديد اللهجة ضد إسرائيل في إعلامها، وهو ما جعل مشاركتها أمرًا مثيرا للجدل.
وتاتي المناورات، التي تقودها القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم)، تشهد مشاركة نحو 10,000 جندي من أكثر من 40وت دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة والمغرب في إطار تعزيز التنسيق العسكري وتبادل الخبرات.
مشاركة إسرائيل في المناورات
الجيش الإسرائيلي يشارك في المناورات التي تُجرى داخل الأراضي المغربية، بينما تُنظم تدريبات في مواقع أخرى مثل غانا والسنغال وتونس.
تُعد هذه المشاركة جزءًا من تعزيز التعاون العسكري بين إسرائيل ودول المنطقة، خاصة بعد تطبيع العلاقات مع المغرب في إطار اتفاقيات أبراهام.كما تُظهر صورة نُشرت على الإنترنت مشاركة عناصر من وحدة الاستطلاع التابعة للواء جولاني الإسرائيلي، وهي نفس الوحدة المتهمة بارتكاب مذبحة راح ضحيتها 15 مسعفًا فلسطينيًا خلال حرب غزة.
وأكد الجيش الأمريكي، في بيان على أن”محطة المغرب ستعرف مشاركة القوات المسلحة الملكية إلى جانب جيوش 13 بلدا آخر، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا وإسرائيل، بالإضافة إلى البرتغال وهنغاريا، ونيجيريا والكاميرون وغانا وغينيا بيساو والرأس الأخضر، وكذا كينيا وجيبوتي وغامبيا.
تونس ومصر وليبيا وموريتانيا
وفي محطة تونس، إلى جانب البلد المنظم، ستشارك جيوش مصر وغانا وكينيا وليبيا ونيجيريا وإسبانيا والولايات المتحدة، أما في غانا، وإلى جانب جيشها، تشارك كل من البنين والكوت ديفوار وليبيريا والسنغال وتوغو والولايات المتحدة، وفي السنغال يشارك الجيش السنغالي إلى جانب جيوش الكوت ديفوار وموريتانيا وهولندا والسنغال والولايات المتحدة.
وكان الجيش الأمريكي قد قال في بيان، إن “الأسد الإفريقي 2025” هو أكبر وأبرز تمرين سنوي تقيمه القيادة الأمريكية في إفريقيا “أفريكوم”، وتجري أطواره في كل من المغرب وغانا والسنغال وتونس. وتابع”هذا التمرين المشترك يغطي جميع المجالات والمكونات، ويشارك فيه أكثر من 10.000 عنصر من أكثر من عشرين دولة، بما في ذلك وحدات من حلف شمال الأطلسي “الناتو”، ويهدف إلى تعزيز قابلية التشغيل البيني بين المشاركين، وبناء الجاهزية للاستجابة للأزمات والظروف الطارئة في إفريقيا وحول العالم.
ردود فعل غاضبة
وأثارت مشاركة الاحتلال، وتحديدا لواء غولاني المسؤول عن مذبحة المسعفين في رفح قبل أسابيع، ردود فعل غاضبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ودعت المقررة الأممية فرانشيسكا ألبانيزي السلطات المغربية إلى احترام سيادة القانون، وعدم انتهاك التزامها الدولي بملاحقة المتورطين في جرائم الحرب، وذلك على خلفية أنباء عن مشاركة جنود من لواء “غولاني” الإسرائيلي في مناورات الأسد الإفريقي بالمغرب.
وقالت ألبانيزي، المقررة الخاصة للأمم المتحدة بشأن الأراضي الفلسطينية المحتلة، في تغريدة على منصة إكس (تويتر سابقاً): “إذا تأكد ذلك (مشاركة الوحدة الإسرائيلية)، فسيشكّل مستوى جديداُ من الانحطاط، وانتهاكاً للالتزام الدولي بالتحقيق وملاحقة الأفراد المتورطين في الجرائم الفظيعة. أحث السلطات المغربية على احترام سيادة القانون”. وأضافت: العالم يراقب.
وفي تعليق على الخبر، كتب الصحافي الفلسطيني يونس الطيراوي، عبر حسابه في منصة إكس: “لا يصدق. وحدة “سييرت غولاني” التي ارتكبت مجزرة راح ضحيتها 15 مسعفاً وعاملاً تابعاً للأمم المتحدة وعناصر إنقاذ قبل شهرين فقط في رفح، موجودة الآن في أكادير”.
وأضاف: “من بين كل وحدات جيش الاحتلال، اختار المغرب استضافة هذه الوحدة. لم يُفرض عليهم أي عقاب، بل يُستقبلون بحفاوة”. واعتبر أنه “أمر مشين وفضيحة. وصفعة في وجه العدالة وكل الضحايا”.
وفي حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، أعرب المحامي الدولي عبد المجيد مراري، عن رفضه مشاركة لواء “غولاني” التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي في مناورات “الأسد الإفريقي 2025” على الأراضي المغربية. وقال “إذا ثبت فإنه تطبيع صريح يمنح الشرعية لمؤسسة عسكرية متورطة في جرائم دولية جسيمة”.
وأوضح مراري، وهو المتحدث باسم الفريق القانوني للدفاع عن غزة لدى الجنائية الدولية، أن الأمر يتعلق بوحدة عسكرية متهمة مباشرة بارتكاب جرائم حرب، أبرزها قصف المستشفيات والمدارس، واستهداف البنية التحتية المدنية، وممارسة سياسة تجويع ممنهجة، وهو ما يُعد “خرقاً واضحاً” لمبادئ القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.