الشرطة الإسرائيلية تعتقل 25 متظاهرا شاركوا بالإضراب الشامل لانهاء الحرب على غزة واعادة الاسرى بمشاركة لابيد ونتنياهو يتهمهم بتعزيز موقف حماس
تل ابيب ـ يورابيا ـ وكالات ـ اعتقلت الشرطة الإسرائيلية، الأحد، 25 متظاهرا في مناطق متفرقة من أنحاء البلاد، خلال مشاركتهم بفعاليات الإضراب الذي دعت إليه عائلات الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، للضغط على الحكومة لإبرام صفقة تبادل مع حركة حماس تؤدي للإفراج عنهم.
وراى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد أن المتظاهرين الذين يطالبون بإنهاء الحرب في قطاع غزة “يعززون” موقف حركة حماس.
وقال نتانياهو في مستهل اجتماع الحكومة الأسبوعي بحسب بيان لمكتبه، “أولئك الذين يدعون اليوم إلى إنهاء الحرب بدون إلحاق الهزيمة بحركة حماس، لا يعززون موقف حماس ويؤخرون تحرير رهائننا فحسب، بل يضمنون أيضا أن تتكرر مآسي السابع من (تشرين الأول)/أكتوبر”، في إشارة الى هجوم حماس العام 2023 على اسرائيل والذي أشعل فتيل الحرب في غزة.
وشارك زعيم المعارضة في إسرائيل يائير لابيد، الأحد، بفعاليات الإضراب الذي دعت إليه عائلات الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، للضغط على الحكومة لإبرام صفقة تبادل مع حركة حماس تؤدي للإفراج عنهم، فيما هاجم وزراء بالحكومة الإضراب.
ونشر لابيد عبر صفحته في منصة شركة “إكس” الأمريكية مقطعًا مصورًا ظهر فيه مشاركًا في إحدى المظاهرات بمدينة تل أبيب المطالِبة بإبرام صفقة تبادل، ضمن أنشطة الإضراب الذي دعت له عائلات الأسرى.
وقال في المقطع: “نحن نُعطّل الدولة اليوم، لأنه لا يمكن للحكومة أن تضحي بأسرانا في غزة. هم مواطنون، وعلى الحكومة أن تعيدهم إلى عائلاتهم”.
وأضاف: “لن يوقفونا، لن يرهقونا، ولن يجعلونا نيأس”، مختتمًا: “سنواصل الكفاح حتى يعود الأسرى إلى بيوتهم. ستكون هناك صفقة، ستتوقف الحرب، وكل من له بيت سيعود إليه”.
في المقابل، هاجم وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير الإضراب، زاعما في منشور على “إكس” أنه “يعزز حركة حماس ويُبعد استعادة الأسرى”.
بينما قال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إن “شعب إسرائيل يستيقظ هذا الصباح على حملة سيئة وخطيرة نظمت لصالح حماس، وتدفن الأسرى في الأنفاق، وتحاول دفع الدولة للاستسلام لأعدائها وتعريض أمنها ومستقبلها للخطر”، على حد وصفه.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية الخاصة، إن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت 25 متظاهرا في أنحاء البلاد، خلال مشاركتهم بفعاليات الإضراب الشامل الذي انطلقت فعالياته صباح اليوم.
وأوضحت الصحيفة، أن الشرطة الإسرائيلية قمعت المتظاهرين في القدس وتل أبيب باستخدام خراطيم المياه، بعد محاولتهم إغلاق عدد من الشوارع والأنفاق والجسور.
ونقلت عن الشرطة الإسرائيلية قولها، إن المتظاهرين أغلقوا شوارع رئيسية وأشعلوا إطارات وعطلوا حركة السير.
وفي وقت سابق اليوم، قالت هيئة البث الإسرائيلية، إن أولى فعاليات الإضراب الشامل بدأت بإغلاق مئات النساء المقطع الشمالي من شارع أيالون الحيوي وسط مدينة تل أبيب.
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها “لن نجعل الحكومة تضحي بالمختطفين (الأسرى)”.
مئات الشركات تنضم
وانضمت مئات الشركات الخاصة والبلديات والمنظمات في أنحاء البلاد إلى الإضراب، ومن المتوقع أن تنضم جهات أخرى في وقت لاحق اليوم، وفق الهيئة.
بدورها، قالت القناة 12: “أغلق آلاف المتظاهرين في أنحاء البلاد، عددا من الشوارع الرئيسية، وأشعل بعضهم إطارات”.
وأكدت القناة، أن الكثير من خطوط المواصلات، أبرزها خطوط القطارات، تعطلت في أنحاء البلاد، جراء الإضراب، ما سبب ازدحامات سير خانقة.
كما انضمت عدة مطاعم ومقاهٍ للإضراب، حيث أغلقت أبوابها أمام الزبائن، وفق صحيفة “هآرتس” العبرية.
الصحيفة أكدت أن عشرات الفنانين والمشاهير والرياضيين الإسرائيليين، أعلنوا دعمهم للإضراب ومشاركتهم فيه.
وبدأت صباح الأحد، فعاليات الإضراب الذي دعت إليه عائلات الأسرى المحتجزين وقتلى الجيش الإسرائيلي، خلال مؤتمر صحفي في تل أبيب قبل أسبوع.
وأوضحت العائلات حينها، أن الخطوة ستشمل تعطيل المرافق الحيوية والشركات الكبرى، مؤكدة أن هذه الخطوة تأتي بعد “تجاهل السلطات لمعاناة المخطوفين (الأسرى) وذويهم”، داعية مختلف فئات المجتمع للمشاركة في الإضراب، وفق القناة 12 العبرية.
نقابات كبرى تشارك
والسبت، أعلنت نقابات كبرى في إسرائيل، بينها نقابتا المحامين والأطباء ومنتدى رجال الأعمال مشاركتهم في إضراب الأحد.
كما أعلنت الجامعة العبرية في مدينة القدس الغربية، الثلاثاء، اعتزامها المشاركة في الإضراب، فيما دعا زعيم المعارضة يائير لابيد، أنصار الحكومة إلى المشاركة في الإضراب، معتبرا ذلك أمرا لا يخص المعارضة فقط.
وتتهم المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإفشال مفاوضات صفقة تبادل مع “حماس” لأسباب سياسية تتعلق بعدم تفكيك ائتلاف حكومته وتمسكه بالبقاء في الحكم.
وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفا و897 شهيدا و155 ألفا و660 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 251 شخصا، بينهم 108 أطفال.