استمرار الاشتباكات الدامية وأكثر من 600 قتيل في السويداء… وجنبلاط يدعو لوقف إطلاق النار.. وشيخ عقل دروز لبنان: طلب الحماية الإسرائيلية يضرب تاريخنا
من سعيد إدلبي
دمشق ـ يورابيا ـ من سعيد إدلبي ـ تستمر الاشتباكات بين قوات العشائر العربية وبعض الجماعات الدرزية في الأجزاء الغربية والشمالية من محافظة السويداء جنوبي سوريا.
ورغم اتفاق حكومة دمشق مع الجماعات المحلية بالمحافظة على الانسحاب من المنطقة مساء الخميس، تجددت الاشتباكات مع تهجير العرب البدو على يد عناصر تابعة لحكمت الهجري أحد شيوخ الدروز الذي عارض الاتفاق.
واستمرت هجمات قوات العشائر حتى صباح الجمعة، حيث تراجعت قوات الهجري إلى مركز المدينة.
وبعد الظهر، تقدمت قوات الهجري بهجمات مضادة لمسافة 4 كيلومترات شمالا وغربا باتجاه أطراف المدينة.
وتستخدم قوات الهجري طائرات مسيرة وقناصة على نطاق واسع خلال الاشتباكات
وفي حوالي الساعة 12:00 تغ، شنّت قوات العشائر الذين يعانون من انقطاع في الإمدادات اللوجستية والذخيرة والإمدادات الغذائية، هجمات جديدة على قوات الهجري في الأجزاء الغربية من المدينة.
والأحد الماضي، اندلعت اشتباكات مسلحة محدودة النطاق بين عشائر بدوية ومجموعات درزية في السويداء، توجهت على إثرها القوات الحكومية إلى المنطقة، ليُقتل عشرات الجنود في هجمات شنتها مجموعات درزية.
وعقب تصاعد الاشتباكات بين قوات الأمن والمجموعات المسلحة الدرزية، تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين الجانبين، سرعان ما انهار.
وتحت ذريعة “حماية الدروز” استغلت إسرائيل تلك الأوضاع وصعدت عدوانها على سوريا، وشنت الأربعاء غارات مكثفة على 4 محافظات، وقصفت مقر هيئة الأركان ومحيط القصر الرئاسي في دمشق.
وانفرجت الأزمة بالسويداء عقب إعلان التوصل إلى وقف لإطلاق النار مساء الأربعاء، لكن “خارجين عن القانون” ارتكبوا انتهاكات بحق عشائر بدوية ما أدى إلى انهيار الاتفاق.
ولتجنب التصعيد، أعلنت الرئاسة السورية اتفاقا جديدا مساء الخميس جرى بموجبه سحب القوات الحكومية من السويداء “استجابة لوساطة عربية أمريكية”، لكن الاشتباكات تجددت الجمعة إثر قيام مجموعة تابعة للهجري بتهجير عشائر البدو.
وأعلن وزير الطوارئ وإدارة الكوارث السوري رائد الصالح أن أكثر من 650 شخص سقطوا مابين قتيل وجريح منذ يوم الخميس.
وقال الصالح في منشور عبر منصة إكس اليوم الجمعة “مند صباح يوم أمس الخميس تم إسعاف أكثر من 570 جريحا، ونقل 87 من الضحايا الذين قتلوا جراء التصعيد، وتم إخلاء مئات العائلات إلى مناطق أكثر أمانا”.
وأضاف الصالح “منذ بداية الأحداث المؤسفة وفي ظل الظروف الأمنية والإنسانية الصعبة التي تشهدها محافظة السويداء، وتلبية لنداءات المواطنين فيها، قامت الوزارة بتشكيل غرفة عمليات مشتركة الغرفة تضم ممثلين عن الوزارات والمؤسسات الحكومية، والدفاع المدني السوري، ومنظمات محلية إنسانية ومؤسسات خدمية، تعمل على مدار الساعة لتقديم خدمات الإغاثة والإخلاء والإسعاف للمواطنين.
واستقبل المستشفى الحكومي في مدينة السويداء في جنوب سوريا أكثر من 400 جثة منذ صباح الاثنين، بينها جثامين لنساء وأطفال، بحسب ما أفاد الطبيب العامل في المستشفى ونقيب الأطباء في السويداء عمر عبيد وكالة فرانس برس.
وقال الطبيب “البرادات لم تعد تتسع، الجثث انتفخت (…) بالتأكيد هناك أكثر من 400 شهيد ما بين نساء وأطفال ومسنين ومقاتلين”، وذلك إثر أعمال العنف التي اندلعت الاحد بين مقاتلين دروز ومسلحين من البدو تدخّلت إثرها القوات الحكومية التي اتهمت بالقتال إلى جانب المسلحين من البدو.
وتشهد محافظة السويداء اشتباكات بين عشائر البدو ومجموعات مسلحة تابعة لرجل الدين حكمت الهجري اعتدت على عدة قرى وبلدات يعيش فيها سكان من قبائل البدو وتم قتل العشرات منهم وحرق قرى ونزوح عشرات الاف من سكانها.
إلى ذلك اعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 321 و سقوط 436 جريحا منذ إندلاع النزاع.
أكد شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان سامي أبي المنى، الجمعة، رفضه طلب أي جهة لتوفير حماية إسرائيلية للدروز على خلفية الأحداث في محافظة السويداء جنوبي سوريا، معتبرا أن مثل هذا الطلب يضرب تاريخ طائفته وهويتها.
جاء ذلك خلال كلمة في الاجتماع الاستثنائي الذي عقدته الهيئة العامة للمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز في لبنان بمنطقة فردان في العاصمة بيروت.
دعا الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط، الجمعة، إلى وقف إطلاق النار بمحافظة السويداء جنوبي سوريا، وتشكيل لجنة تحقيق في الأحداث التي شهدتها.
جاء ذلك خلال كلمة في الاجتماع الاستثنائي الذي عقدته الهيئة العامة للمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز في لبنان بمنطقة فردان في العاصمة بيروت.