إسرائيل تضع بسط سيطرتها على الجولان شرطًا للتطبيع مع سوريا… ومفاوضات مباشرة بين دمشق وتل ابيب خلف الكواليس
من سعيد إدلبي
دمشق ـ يورابيا ـ من سعيد إدلبي ـ كشفت مصادر إعلامية عبرية عن تطورات لافتة في ملف العلاقات السورية الإسرائيلية، حيث أكّد وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، أن أي اتفاق سلام أو تطبيع مستقبلي مع سوريا يجب أن يتضمن اعترافًا بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان المحتلة.
وفي تصريحات أدلى بها لقناة “آي نيوز 24″، أوضح ساعر أن بقاء الجولان تحت السيطرة الإسرائيلية لا يُعد فقط أمرًا واقعًا بل ضرورة، مشيرًا إلى أنه “إذا سنحت الفرصة للتوصل إلى سلام مع سوريا ضمن هذه الشروط، فإن ذلك سيكون خطوة إيجابية لمستقبل إسرائيل”.
في المقابل، نقلت القناة نفسها عن مصدر سوري مطّلع أن هناك تحركات دبلوماسية غير معلنة تجري حاليًا، تتضمن إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام قبل نهاية عام 2025، على أن يشمل الاتفاق انسحابًا تدريجيًا لإسرائيل من المناطق السورية التي احتلتها مؤخرًا، بما في ذلك قمة جبل الشيخ، مع الإبقاء على وضع خاص للجولان بوصفه “منطقة سلام” وفق الصيغة المطروحة.
وجاءت هذه التصريحات بالتزامن مع اجتماع عقده الرئيس السوري للفترة الانتقالية، أحمد الشرع، مع وجهاء وأعيان محافظة القنيطرة والجولان، حيث ناقش معهم الأوضاع المعيشية والأمنية، وأكد أن الحكومة تعمل عبر قنوات غير مباشرة مع وسطاء دوليين لوقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، مشددًا على أهمية دور الوجهاء في تعزيز الوحدة الوطنية ونقل صوت المواطنين.
وكان وزير الإعلام السوري، حمزة المصطفى، قد أشار قبل أسابيع إلى وجود مفاوضات مباشرة مع الجانب الإسرائيلي، تركز على الالتزام باتفاقية فصل القوات الموقعة عام 1974، وذلك في ظل التصعيد الإسرائيلي المستمر ضد مواقع في جنوب سوريا.
وكانت تقارير اشارت إلى أن الحكومة السورية تتعامل بمرونة مع بعض الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع مرتبطة بإيران داخل الأراضي السورية، في مؤشر اعتبره مراقبون محاولة لخفض التوتر مع تل أبيب والابتعاد عن محور طهران، تماشيًا مع تحولات سياسية أكبر تشهدها المنطقة.
وفي هذا السياق، تناقلت وسائل إعلام دولية تقارير تفيد بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طلب من الإدارة الأميركية لعب دور الوسيط بين دمشق وتل أبيب، سعيًا للتوصل إلى اتفاق أمني يمهّد لاحقًا لتطبيع العلاقات بشكل رسمي.
وبينما ترفض الحكومة السورية إعلان أي اتفاق نهائي حتى الآن، تبدو المؤشرات واضحة لوجود قناة اتصال فعالة بين الطرفين، في ظل التغييرات الإقليمية المتسارعة وسعي كل من واشنطن وتل أبيب لإعادة تشكيل خارطة التحالفات في المنطقة.
رغم كل ذلك، لا يزال الشارع السوري ينظر إلى فكرة التطبيع مع إسرائيل بعين الشك والرفض، خاصة في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي للجولان ومواصلة الاعتداءات على السيادة السورية.
ومع هذا الحراك المتسارع، تبقى التساؤلات مطروحة هل تسير دمشق فعليًا نحو تغيير جذري في سياستها الخارجية؟
وهل يمكن لاتفاق يُبقي الجولان تحت السيادة الإسرائيلية أن يمر دون صدام مع الإرث القومي والموقف الشعبي السوري الرافض للاحتلال؟
الأشهر القادمة قد تحمل الجواب.