السلايدر الرئيسيشرق أوسط

الخرطوم تقطع العلاقات مع الإمارات وتتّهمها بـ”تغذية النزاع المسلح” في البلاد

مخاوف من تصعيد إقليمي

بورتسودان ـ وكالات ـ أعلن مجلس الأمن والدفاع السوداني اليوم الثلاثاء عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة الإمارات العربية المتحدة، متهمًا أبوظبي بالتورط المباشر في دعم مليشيا الدعم السريع التي تخوض قتالًا مفتوحًا مع الجيش السوداني منذ أكثر من عام.

وأكد البيان الصادر عن المجلس أن الإمارات لم تكتفِ بتقديم دعم سياسي للمليشيا المتمردة، بل صعدت من تدخلها عبر تزويدها بأسلحة استراتيجية متقدمة، استُخدمت في قصف منشآت حيوية، من بينها مستودعات النفط ومحطات الكهرباء، وميناء ومطار بورتسودان. واعتبر البيان هذا الدعم تهديدًا مباشرًا للسيادة الوطنية ولأمن الملاحة في البحر الأحمر، أحد أهم الممرات البحرية العالمية.

أبعاد إقليمية واتهامات متبادلة

يأتي هذا التطور في وقت تتزايد فيه حدة التوترات بين أطراف إقليمية تتخذ مواقف متباينة من الصراع السوداني. ففي حين تتهم الخرطوم الإمارات بتغذية التمرد وتفكيك الدولة السودانية، سبق أن نفت أبوظبي هذه الاتهامات ووصفتها بـ”الادعاءات السياسية التي لا تستند إلى حقائق”.

ويُنظر إلى السودان باعتباره ساحة صراع بالوكالة بين قوى إقليمية تتنافس على النفوذ الاستراتيجي في القرن الإفريقي. ويُعتقد أن الموانئ السودانية، وعلى رأسها بورتسودان، تمثل أهمية قصوى في هذا الصراع نظرًا لموقعها الجغرافي المطل على البحر الأحمر، حيث تتقاطع مصالح قوى كبرى مثل الإمارات، مصر، تركيا، والسعودية.

تداعيات محتملة

يرى مراقبون أن قرار الخرطوم بقطع العلاقات قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد الإقليمي، وربما يدفع أطرافًا دولية للتدخل أو إعادة تقييم علاقاتها مع السودان والإمارات. كما يُخشى أن يعقّد هذا القرار الجهود الإنسانية في البلاد، التي تعاني من انهيار شبه كامل في البنية التحتية، ومجاعة تهدد حياة الملايين. وفي ظل تدهور الأوضاع الإنسانية ونزوح ما يزيد على 14 مليون شخص داخل وخارج البلاد، تُطرح تساؤلات حول مدى قدرة السودان على الحفاظ على استقراره وسط تعقيدات أمنية وسياسية متزايدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى