إسرائيل تتوقع أن يتسبب هجومها على مدينة غزة بنزوح مليون فلسطيني والقسام تحذر : توسيع عملياتكم ثمنه مقتل جنودكم وأسراكم
عواصم ـ وكالات ـ قال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الإسرائيلية الأربعاء إن الدولة العبرية تتوقع أن يؤدي هجومها للسيطرة على مدينة غزة الى نزوح مليون فلسطيني، متحدثا عن التخطيط لإقامة “منطقة إنسانية” جديدة لهم.
واضطرت الحرب التي بدأت عقب هجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، الغالبية العظمى من سكان القطاع الذين يزيد تعدادهم على مليوني نسمة، للنزوح مرات عدة.
وأقرت الحكومة الإسرائيلية في آب/أغسطس، خطة للسيطرة على غزة، كبرى مدن القطاع الفلسطيني المحاصر والمدمّر. وبدأت الدولة العبرية هذا الأسبوع حشد قواتها بعدما استدعت عشرات الآلاف من جنود الاحتياط.
ويعيش نحو مليون شخص في المدينة الواقعة بشمال قطاع غزة.
وقال مسؤول رفيع في وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية (كوغات) إن “الأيام الأخيرة شهدت حركة نزوح من الشمال إلى الجنوب”.
وأضاف المسؤول في الوحدة التابعة لوزارة الدفاع والذي تحدث للصحافيين بشرط عدم كشف هويته “حتى الآن، غادر حوالى 70 ألف غزّي شمال القطاع”، موضحا أن السلطات الإسرائيلية تتوقع أن “ينزح مليون شخص” نحو الجنوب، من دون أن يحدد إطارا زمنيا لذلك.
وكان الجيش الإسرائيلي أكد أواخر الشهر المنصرم أن نزوح سكان مدينة غزة أمر “لا مفر منه”، معلنا أن المدينة هي “منطقة قتال خطيرة”.
واعتبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إخلاء المدينة من سكانها “مستحيلا”، وأن الخطط لذلك “غير قابلة للتنفيذ”.
وأشار المسؤول إلى أن إسرائيل “تسعى لتحديد منطقة إنسانية”، وسيتم الإعلان عنها رسميًا في الأيام المقبلة.
ومن المقرر أن تمتد هذه المنطقة من مجموعة من مخيمات اللاجئين في وسط غزة إلى منطقة المواصي الساحلية جنوبا كما ستمتد نحو الشرق، بحسب المسؤول.
وسبق أن صنفت الدولة العبرية في بداية الحرب المواصي “منطقة إنسانية”، لكن خيم النازحين فيها لم تسلم من القصف المتكرر للجيش الإسرائيلي.
وكان المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ثمين الخيطان قال الشهر الماضي إن الفلسطينيين في المواصي “لديهم القليل أو لا شيء على الإطلاق من الخدمات الأساسية والإمدادات، بما في ذلك الغذاء والماء والكهرباء والخيام”.
مطلع الأسبوع الماضي، أعلنت كوغات عن تحضيرات “لنقل السكان نحو الجنوب لحمايتهم”، تشمل إنشاء أنبوب جديد لنقل المياه من مصر إلى المواصي، وأعمال صيانة لأنابيب مياه من إسرائيل، وربط محطة تحلية في جنوب القطاع بشبكة الكهرباء.
كما أشارت إلى بدء العمل لإعادة فتح “المستشفى الأوروبي” في مدينة خان يونس، والذي كان قد أُغلق لأسابيع بعد عملية قالت إسرائيل إنها أسفرت عن مقتل محمد السنوار، قائد كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
جددت “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة حماس، الأربعاء، تحذيرها لإسرائيل من أن قرارها توسيع نطاق عملياتها في مدينة غزة سيكلفها قتلى بين جنودها وأسراها.
جاء ذلك في مقطع مصور نشرته القسام عبر حسابها الرسمي على تلغرام تحت عنوان “تحذير عاجل”، باللغتين العربية والعبرية.
ويحتوي المقطع على صور لـ45 أسيرا إسرائيليا دون الإشارة إلى مصيرهم، إضافة إلى مشاهد لأسير إسرائيلي يضع يديه على وجهه تعبيرا عن تحسره.
وقالت القسام في رسالتها المصورة: “ستدفعون ثمن قرار توسيع نطاق عملياتكم الإجرامية في مدينة غزة مقتل جنودكم وأسراكم”.
يأتي هذا التحذير بعد توعد القسام في 29 أغسطس/ آب الماضي، إسرائيل بدفع ثمن خطة احتلال مدينة غزة “من دماء جنودها”، مؤكدة أن الأسرى الإسرائيليين سيكونون ضمن مناطق القتال مع عناصرها في ظروف المخاطرة والمعيشة نفسها.