العالم

كوريا الشمالية تطلق صاروخًا بالستيًا غير محدد… وسط تصعيد التسلّح النووي وتحذيرات دولية متزايدة

سيول ـ وكالات ـ أعلن الجيش الكوري الجنوبي، صباح الخميس، أن كوريا الشمالية أطلقت صاروخًا بالستيًا واحدًا على الأقل، لم تُحدَّد مواصفاته بعد، باتجاه بحر الشرق، في أحدث خطوة ضمن سلسلة تجارب صاروخية أجرتها بيونغ يانغ في الأشهر الأخيرة، وسط تصعيد لافت في لهجتها العسكرية وتأكيدها على تعزيز قدراتها النووية.

وذكرت هيئة الأركان المشتركة في سيول في بيان رسمي: “رصد جيشنا عملية إطلاق لصاروخ بالستي غير محدد من كوريا الشمالية باتجاه بحر الشرق”، في إشارة إلى البحر المعروف دوليًا باسم بحر اليابان. وأشارت إلى أن القوات المسلحة الكورية الجنوبية، بالتنسيق مع نظيرتها الأميركية، تراقب الوضع عن كثب وتُجري تحليلات فورية لمسار الصاروخ ومداه ونوعه.

سياق متصاعد للتسلّح النووي

وتأتي هذه التجربة بعد أيام قليلة فقط من دعوة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون إلى “تسريع التسلّح النووي البحري”، خلال إشرافه على مناورات بحرية لقواته، ما يعكس نية واضحة لتوسيع نطاق الردع النووي الكوري الشمالي ليشمل الساحة البحرية، وليس فقط البرية أو الجوية.

في هذا السياق، يرى محللون أن كوريا الشمالية تسعى إلى تغيير قواعد اللعبة العسكرية في شبه الجزيرة الكورية، من خلال تطوير صواريخ نووية تُطلق من منصات بحرية، بما في ذلك المدمرات أو الغواصات، ما يعقّد مهمة رصدها واعتراضها من قبل خصومها التقليديين، الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان.

الكشف عن مدمّرة جديدة قد تكون مزوّدة بصواريخ نووية

وفي خطوة ذات دلالات استراتيجية، كشفت بيونغ يانغ، في أبريل الماضي، عن مدمّرة بحرية جديدة زنتها 5000 طن، أُطلق عليها اسم “تشوي هيون”، يُرجّح أنها مجهّزة بصواريخ نووية تكتيكية قصيرة المدى. واعتبر مراقبون أن هذه الخطوة تشير إلى احتمال دخول كوريا الشمالية مرحلة جديدة في تسليحها النووي، لا تقتصر على الردع التقليدي، بل ربما تشمل استخدامات قتالية مرنة في حال نشوب نزاع مسلح.

توتر مزمن وعلاقات شبه معدومة

وتشهد العلاقات بين الكوريتين توترًا متزايدًا منذ سنوات، إذ لا تزالان رسميًا في حالة حرب منذ انتهاء النزاع بينهما في عام 1953 بهدنة وليس باتفاق سلام. وازداد هذا التوتر حدة بعد سلسلة من التجارب الصاروخية والنووية أجرتها بيونغ يانغ، والتي وصفتها سيول وواشنطن بأنها “استفزازات خطيرة” تنتهك قرارات مجلس الأمن الدولي.

وفي العام الماضي وحده، أطلقت كوريا الشمالية أكثر من 30 صاروخًا بالستيًا، بعضها عابر للقارات، في تحدٍ صارخ للعقوبات الدولية المفروضة عليها. ويبرر النظام الكوري الشمالي هذا التصعيد بأنه “حق مشروع في الدفاع عن النفس” ضد ما يعتبره تهديدات عسكرية مناورات مشتركة “عدوانية” بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.

ردود فعل دولية متوقعة

من المتوقع أن تثير هذه التجربة الجديدة ردود فعل واسعة، لا سيما من واشنطن وطوكيو، اللتين تعتبران الصواريخ البالستية الكورية الشمالية تهديدًا مباشرًا للأمن الإقليمي والدولي. كما يُرجّح أن تعقد الأمم المتحدة جلسة طارئة لمجلس الأمن لمناقشة هذه التطورات، رغم التحديات المستمرة في التوصل إلى إجماع دولي حاسم بسبب الانقسامات بين القوى الكبرى، ولا سيما بين الولايات المتحدة والصين وروسيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى