انطلقت الثورة السورية في 18-03-2011 من واقع الظلم و الإضطهاد و الذل و كان غياب الحريات و سيادة ثقافة الظلم و العنف و الإستبداد على كل مفاصل الدولة و تحويل البلد إلى سجن كبير يُذبح فيه الجميع و الإفراط في التحقير و القهر السبب في إنهيار جدار الخوف و الظلم في ضمائر السوريين .
لقد كان إجرام النظام البائد في تاريخه السياسي و خاصة في أوقات التأزم الذي يتطلب الحكمة و البصيرة و الصبر و ضبط النفس دائماً يأخذ شكل المواجهة تنتهي بكرب و بلاء حيث وضع النظام المجرم البائد مقدرات البلد أمام تحديات كبيرة أصبحت تهدد اليوم استمراريته ككيان سياسي موحد.
لقد شهدت البلاد منذ 2011 و إلى يومنا هذا انقسامات حادة في التركيبة السياسية و الجغرافية و السكانية و انتشار مناطق سيطرة متعددة كل منها تحكمه قوى مختلفة و لم يعد البلد قادر على ممارسة وظائفه الأساسية مثل صنع السياسة الخارجية و الدفاع و فرضت قوى خارجية مثل إيران و روسيا و حزب الله و ميلشيات طائفية و جودها القوي على الأرض السورية بحيث فشلت الدولة في الحفاظ على سيادتها أمام القوى الخارجية و الداخلية و تفككت الروابط الإجتماعية و السياسية و أصبحت سياسات الدولة أسيرة للمصالح و التوجهات الإستراتيجية التي تفرضها الدول الكبرى.
لقد كان الإعتماد المفرض من قبل النظام البائد على الدعم الخارجي السبب في تعميق أزمة سوريا الداخلية مما يجعلها اليوم أكثر عرضة للتفكك و الإنهيار و هذا ما نلحظه اليوم في السويداء هذا المشهد الذي يغذي احتمالات تقسيم سوريا إلى كانتونات طائفية و قومية تخدم مصالح الدول الكبرى و إسرائيل.
و عليه فإن دعم وحدة سوريا من العرب و تركيا هو ضرورة إستراتيجية للحفاظ على استقرار المنطقة و أن انهيار سوريا سيكون فتح بوابات الفوضى التي ستغرق المنطقة في آتون حروب و اضطرابات لا تحمد عقباها.