السلايدر الرئيسيكواليس واسرار

تفاصيل اللقاء المباشر بين ويتكوف وكوشنر بقادة حماس في شرم الشيخ

من سعيد جوهر

واشنطن ـ يورابيا ـ من سعيد جوهر ـ كشفت مصادر مطّلعة لموقع أكسيوس أن اللقاء المباشر الذي جمع مبعوثي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقادة حركة حماس في منتجع شرم الشيخ كان نقطة محورية في بلورة الاتفاق الأخير المتعلق بقطاع غزة. هذا اللقاء، الذي جاء في ظروف استثنائية، نجح في اجتياز عائق ثقة طالما شكل حائطًا أمام التوصل إلى تفاهم دائم بين الطرفين.

من هو المعني وكيف تقدّم الأمر؟

بحسب المصادر، كُلف الملياردير وأحد المقربين من ترامب، ستيف ويتكوف، إلى جانب صهره جاريد كوشنر، بإجراء لقاء مباشر مع قادة حماس إذا اقتضت الحاجة لضمان إتمام الاتفاق. وقد نال المبعوثان تفويضًا فرديًا من ترامب للقيام بذلك، بعد أن استشارا الرئيس في المكتب البيضاوي قبيل مغادرته إلى مصر، وهو ما يدل على أهمية الاستثناء الذي جرى صنعه خصيصًا لهذه الحالة.

عند وصولهم إلى مصر، أبلغ ويتكوف الوسطاء القطريين والمصريين والأتراك — الذين كانوا يُشرفون على العملية الوسيطة — بأنهم يملكون الضوء الأخضر من ترامب. والليلة التي سبقت الاجتماع، حين ألمّ الوسطاء القطريون بوجود جمود في المفاوضات، سألوا ويتكوف وكوشنر إذا كانا مستعدّين للقاء قادة حماس مباشرة. “نعتقد أنه إذا صافحناهم سيأتي الاتفاق” — هكذا قال أحد الوسطاء القطريين لويتكوف.

ثم انتقل ويتكوف وكوشنر إلى فيلا في المنتجع المطلّ على البحر الأحمر، برفقة رؤساء المخابرات المصرية والتركية ومسؤولين قطريين، وضمّت الجلسة أربعة من أبرز قادة حماس. ترأّس الوفد من الجانب الفلسطيني خالد الحية، الذي كان قد نجى قبل أسابيع من محاولة اغتيال في العاصمة القطرية.

في حديث استمر نحو 45 دقيقة، نقل ويتكوف إلى الحضور رسالة مفادها أن الرهائن صاروا “عبئًا أكثر من كونهم رصيدًا” — في تورية دقيقة تشير إلى أن إبقائهم يثقل كاهل الحركة إن لم تُحقّق نتائج ملموسة. وأبلغهم أن الوقت قد حان للبدء في المرحلة الأولى من الاتفاق، والتي تشمل إعادة المدنيين إلى منازلهم على جانبي الحدود.

حين سأل الحية عن ما إذا كان المبعوثان يحملان رسالة مباشرة من ترامب، ردّ ويتكوف بأن الرئيس يدعم “جميع النقاط العشرين” في خطة السلام وأنه سيضمن تنفيذها بالكامل. بعد انتهاء اللقاء، اجتمع الوسطاء مع قادة حماس في غرفة منفصلة، ثم خرج المسؤولون المصريون والتركيون والقطريون يسعون إلى ويتكوف وكوشنر ليبلّغاهم بأن “بناءً على الاجتماع، لدينا اتفاق”.

السياق الأوسع: اللقاء الثاني والتفاوض المستمر

لم يكن هذا أول اتصال مباشر بين إدارة ترامب وحماس. ففي مارس/آذار الماضي، التقى مبعوث الولايات المتحدة للرهائن آدم بوهلر مع قادة من حماس في الدوحة في محاولة لتحرير رهائن أميركيين وإعادة جثث مواطنين مفقودين، وهو مسار اعتُبر غير مسبوق إلى حد كبير.

لكن تلك المحاولة اصطدم بعضها بمعارضة إسرائيل، التي لم تكن مطّلعة بالكامل على مجريات المفاوضات في بعض المراحل.

اللقاء في شرم الشيخ شكّل دفعة جديدة، إذ أظهر أمام حماس أن الولايات المتحدة ليس فقط تستعجل الحلّ، بل مستعدة لتجاوز القيود التقليدية والتفاعل المباشر مع الحركة إذا اقتضى الأمر. أحد المصادر وصف استعداد ويتكوف وكوشنر لهذا اللقاء بأنه رسّخ المصداقية في عيون المفاوضين الفلسطينيين، مؤكدًا أن “حين أعطى المبعوثون كلمة بأن هذا الاتفاق سيُنفّذ بالكامل، صدّقوه”.

لماذا كان هذا اللقاء مهمًا فعليًا؟

أكسيوس تضع المسألة في خانة “العائق الثقة” — فحماس خشيت دائمًا أن إسرائيل ستستأنف العمليات العسكرية فور إطلاق سراح الرهائن، ما يجعل أي اتفاق هشًا إن لم يُكفَّل أمن تلك الأطراف بعد التزامات مكتوبة ومضمونة.

اللقاء المباشر، إذًا، لم يكن فقط لتبادل الكلام، بل لإعطاء ضمانات شفوية قوية بأن واشنطن ستقف خلف تنفيذ الالتزامات حتى النهاية.

هذا الاقتراب المباشر بين القوتين، رغم المخاطر السياسية التي قد تترتب عليه، كان إشارة واضحة على أن الولايات المتحدة تريد أن تُظهِر جدية في الموقف، ليس فقط في التفاوض، بل في الالتزام الميداني لاحقًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى