إعلام إسرائيلي يرجح السماح لمقاتلين من حماس بمغادرة رفح إلى مناطق خاضعة لسيطرة الحركة ووزراء يعترضون

تل ابيب ـ وكالات ـ قالت القناة 12 العبرية، الاثنين، إن من المتوقع أن تسمح إسرائيل لـ200 عنصر من حماس بمغادرة مدينة رفح جنوبي قطاع غزة إلى مناطق خاضعة لسيطرة الحركة، بينما أبدى عدد من الوزراء والسياسيين معارضتهم للخطوة المحتملة.
ونشرت القناة 12 الإسرائيلية، الاثنين، التسريب تحت عنوان: “واقع لا يصدق يحدث في رفح”.
وقالت القناة: “مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ وانسحاب الجيش الإسرائيلي إلى الخط الأصفر، لا يزال نحو 200 من حماس عالقين في منطقة خاضعة للسيطرة الإسرائيلية جنوب قطاع غزة”.
وأضافت: “علمنا أنه من المتوقع أن توافق إسرائيل قريبًا على عودتهم إلى الأراضي الفلسطينية، شريطة أن يُسلِّموا أسلحتهم”.
ونقلت القناة عن مصدرين أمنيين إسرائيليين لم تسمهما، قولهما إن “القيادة السياسية ستوافق على عودتهم، لأسباب منها أن هذه الخطوة الاستثنائية ستتيح حماية أفضل لأرواح الجنود المتمركزين في المنطقة”.
وأضاف المصدران: “كما أن عودتهم ستتيح لإسرائيل البحث عن مختطفين آخرين قد يكونون هناك”.
كما نقلت القناة عن مصدر أمني إسرائيلي آخر، لم تسمه، قوله: “نقوم بهذا لحماية أرواح جنودنا ونزع السلاح، وهذا سيُمكّننا أيضًا من البحث عن رهائن إضافيين”.
ردود فعل
وتعقيبا على ذلك، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش في تدوينة عبر منصة شركة “إكس” الأمريكية: سيدي رئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو)، هذا جنونٌ مُطلق، أوقفوا هذا”.
بدوره، قال مكتب وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، في بيان، إن الأخير طالب “بقتل أو سجن جميع الإرهابيين المتواجدين خلف الخط الأصفر”، وفق تعبيراته.
وأضاف بن غفير: “هذه فرصة للقضاء عليهم أو اعتقالهم، لا لإطلاق سراحهم في ظروف سخيفة”.
وتواصلت ردود الفعل على التسريب، حيث زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت، في بيان أن “أيديهم ملطخة بالدماء”.
وقال: “والآن، تسعى الحكومة إلى منحهم العفو بحجة محرجة مفادها أنه يتم إطلاق سراحهم دون أسلحة”.
وأضاف: “إنهم في أيدينا الآن، والحكومة الإسرائيلية على وشك إطلاق سراحهم. لم يحدث شيء كهذا من قبل”.
أما وزير الدفاع الأسبق وزعيم حزب “أزرق أبيض” المعارض بيني غانتس، فقال في تدوينة عبر منصة شركة “إكس” الأمريكية: “لقد شارك بعضهم في هجمات على جنودنا. يجب منعهم من الخروج من الأنفاق وإعادة تنظيم صفوفهم”.
رسميا، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر سياسي لم تسمه، قوله: “رئيس الوزراء لا يسمح بمرور آمن لمئتي إرهابي من حماس. ويواصل موقفه الثابت بنزع سلاح حماس”.
وحتى الساعة 10:00 (ت.غ) لم يصدر تعقيب من حركة حماس بشأن ما كشفته القناة العبرية.
وتقع رفح ضمن ما يسمى بـ”الخط الأصفر” الذي انسحب إليه الجيش الإسرائيلي بموجب الاتفاق، ويمثل نحو 50 بالمئة من مساحة القطاع، بدءا من جنوب محافظة شمال غزة وصولا إلى رفح.
وارتكبت إسرائيل إبادة جماعية في القطاع بدعم أمريكي، استمرت لعامين بدءا من 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وخلفت أكثر من 68 ألف قتيل وما يزيد عن 170 ألف جريح، وألحقت دمارا طال 90 بالمئة من البنى التحتية في القطاع بخسائر أولية تقدر بنحو 70 مليار دولار.
وانتهت الحرب باتفاق وقف إطلاق نار بين حماس وإسرائيل، دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي، وخرقته إسرائيل عشرات المرات ما أسفر عن مئات القتلى والجرحى في صفوف الفلسطينيين.